كيف أصبح شخص اجتماعي?
هذا سؤال في الصميم..
وهذا مما حث عليه الشرع الحكيم من خلال آيات قرآنية وأحاديث نبوية ، فمن بين الآيات القرآنية نذكر قوله تعالى في سورة الحجرات :"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" فنلاحظ هنا كيف أن الله تعالى جعل خلقه متعددي الأجناس والألوان والملل لكي يتحقق بينهم تعارف وتواصل ..
هذا الأمر أكده كذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله :"المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لايخالط الناس ولايصبر على أذاهم" . إذا هذا الأمر –"أي التواصل"- وضع له العلماء والباحثون والاختصاصيون الأصول والضوابط فأضحى علما قائما بذاته يقبل عليه المهتمون ليستثمره كل واحد منهم في تحقيق أهدافه وغاياته ..
أعود بك أختي بعد هذا الاستهلال أن من أهم ما يجعلك مؤثرة في المحيط الاجتماعي إضافة إلى المهارات والتقنيات هناك حسن الخلق والمخالقة واعظم الخلق الرحمة والرفق واللين والتيسير والتبشير. قال صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم:"إنكم لن تسعوا الناس باموالكم ، ولكن ليسعهم منكم حسن الخلق وبسط الوجه".
خلق جميل تجنى ثماره في الدنيا والاخرة . وذلك مصداقا للإخبار النبوي :"حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس". ولا نغفل مدى توقف الأمر على العلاقة بين العبد وربه. فكلما اقبل العبد على مولاه في فرضه ونفله إلا واصبغ الله عليه محبته، وبمحبة الله له يضع له القبول في قلوب خلقه. ثم لا ننسى بعد ذلك دور الرفقة والصحبة والخلة والمخاللة في اكتساب الخلق الحسن، نكتسبه من كل من تتوفر فيه االأخلاق الحسنة والصفات الحميدة دونما اعتبار لدينه او مذهبه أو توجهه اوجنسه، فالحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها.