مفهوم الاتصال الإنساني Communication
يشير مفهوم الاتصال إلى العملية أو الطريقة التي بموجبها تنتقل الأفكار والمعلومات والخبرات بين الناس ،وتأخذ هذه العملية سياقات وأفاق متعددة ،تنضوي على طرق بدائية وبسيطة ،كالإشارة والرموز الصوتية وبعض الطقوس الدينية ولاجتماعية ،وبين ماهو تقني ومعقد، يتمثل باستخدام الأقمار الصناعية والإشارات الرقمية….وصولا إلى التفاعل عبر الانترنيت (Internet) .
والاتصال يشكل محوراً اساسياً وحيوياً لوجود وتطور المجتمعات البشرية ، بوصفه يحمل معظم عمليات التفاعل الإنساني ( interaction human) والتناقل المعرفي والحسي بين الأفراد والجماعات ،فألانسان كائن اجتماعي فيه نزوع إلى الاتصال ببني جلدته ،وتأخذ هذه النزعة صفة ملازمة طيلة ما يهبه الله من رزق الحياة.
ويرتبط التفاعل والتكيف الإنساني في الاتصال إلى حد كبير بالإطار الدلالي( FROM OF REFERENC ) أو اللغة المشتركة ،والتي تعد إحدى مقومات نجاح ذلك التفاعل ،ومن ثم نجاح عملية الاتصال برمتها ،على أساس ان التفاعل الاجتماعي يتضمن عناصر ومكونات ذا تنظيم بشري ،هي الأفراد والجماعات والمجتمعات ،وعمليات معرفية مختلفة كالإحساس والإدراك والتفكير،وما ينتج عن هذه العمليات من متغيرات وتعديلات في السلوك والاتجاهات والمواقف لغرض التكيف مع البيئة الاجتماعية وغالبا ًما يقترن هذا النشاط بسمات تأثير وتشويق تتضمن الجمال والفاعلية والوضوح ،بقصد المشاركة(Participation ) ، والتعبير عن المعاني لإيجاد فهم افضل للبيئة الاجتماعية ،فالفرد يمضي يومه متحدثاً،أو مستمعاً، أو قارئاً ..منتجاً ومستوردا للرموز( symbols ) فهو بهذا الفعل محاصر ومقحم تماما في كل مكان أو زمان بنشاط اتصالي ما.
وتتنوع طرق وأساليب الاتصال وفقا لظروف الجماعة ،كتوزيعها المكاني وحجمها ،وبنائها الاجتماعي ،بالإضافة إلى مستوياتها الحضارية والاقتصادية ،فضلا عما تكتنف العملية من مقاصد وأغراض وهكذا،حيث تتراوح هذه الطرق والأساليب، من الإشارات الغامضة غير المحددة، إلى القواعد المقننة ،ومن الكتابة التصويرية البدائية إلى فن الاختزال الدقيق للعلامات الرياضية الواضحة والمحددة،ومن الصرخة التلقائية التي تنطلق بها القبائل البدائية والتي تحمل معنىً جمعي معين،إلى الاصطلاحات العلمية المتداولة دقة وتفصيلاً.
ان تداعيات العصر من مكتشفات وصراعات ،أوجدت حاجة ماسة إلى ان نفهم ونتقصى كيفية عمل الفعل الإنساني في التأثير،وكيف يتأثر، وما حدود إشراك أدوات الاتصال والإعلام في هذا الصراع ،في ظل التعقيدات الهائلة التي خلفها تواتر وتراكم المعلومات والأفكار من قبيل ،الإنتاج المطبوع – كتب ،صحف، مجلات،- إصدارات علمية- و إنتاج السمع بصريات، الإذاعات الموجهة ،والمحطات التلفزية ،وإنتاج البرامج المدمج ة( C D) ، والهواتف المحمولة ،هذه المعطيات التي فاقت في السنوات الأخيرة عما أنتجته البشرية جمعاء منذ ولادتها . ونحن في طبيعة الحال نقع في خضم هذا التواتر وفي وسطهِ ،فعلينا إذاً أن نتعلم وان نعي بعناصر هذه الثورة المعلوماتية وما تشكله من تأثيرات سياسية ،واجتماعية وتربويه ..